الأربعاء، 19 يناير 2011


حكاية الشعب الثائر وجلاده الهارب (1)

بعد عشرين أو ثلاثين سنة إن كان في عمرها بقية ، مريم التونسية لن تمل تكرار حكاية الشعب الذي أطرد طاغية البلاد على أسماع الأبناء و الأحفاد ...الكبار و الصغار ...من تعرف و من لا تعرف ، لن تسكت يوما دون التذكير بملحمة الأحرار ستقول و دمعة صغيرة تنير درب الكلمات:
بوجهه الكريه أطل ذات مساء دامٍ ليقول و هو يضرب الميكرفون لأكثر من مرة : "آنا فهمتكم ...إيه نعم آنا فهمتكم..."
و حين يعلن الطغاة على الملأ أخطاءهم فإنهم لا يعنون فعلا ما يقولون ، إنهم فقط يتلونون و يسايرون ريثما يتمكنون ...لأنهم بكل بساطة : كاذبون ،
منافقون
ودجالون.
و حين يبتسم الشعب إزاء التلفزيونات في هزء و يلعن الوجه الكريه و الأيادي الخائنة لعرق جبينه،المختلسة بكل جشع خيرات الوطن فإنه يعني كل ما يقول و يعتزم ما هو أخطر لأنه في ذات الوقت يستحضر في غصة الدم المسفوح و الشباب المهدور على أعتاب الحرية.
و لأنه شعب تعمد بماء الكرامة فوق مقصلة الظلم و القهر فإن كل التهديدات الحازمة و رصاص الغدر المتطاير بلا رحمة لن تثنيه عن عزمه.

وسيمضي قدما إلى أن يفر الجلاد تاركا وراءه كلابه تنبح بفقرات من دستور مفصل وفق ما يشتهون و سيوصون جرذانا ملثمين يسرقون و يحرقون و يرعبون و يعبثون بيد أنهم سيهزمون في الختام و يرمون مع بقايا التكسير و التخريب إلى مزبلة التاريخ .
أما عن الشعب الذي عانق الأسطورة و وُلِدَ للمرة الألف من رماده فتلك قصة أخرى ."
 

السبت، 27 نوفمبر 2010

مواجع مريم التونسية


يلزمها بعض الوقت
لتخرج من غابة الصمت 
وحيدة
موغلة في البياض
لتتضح عناصر الفكرة
وينهمر الغامض
في التدوينة...
كم هي مربكة هذه اللحظة التي تداهم فيها البياض ، مزقت أوراقا عديدة (بلهاء لازلت تكتب على الورق أولا)، واجتر قلمها حبره في غصة ليصوغ بدايات محتملة لفيض خاطرها.
كم يربكها البياض ، يرفضها فهي من بادرته الكره، و تلعن لغتها بآلاف اللهجات عجزها و ينتفضها كهزة ارتجاف  قلمها ليكشف عنتها إزاء الصفحات البكر!
البياض سمي الفراغ، صنو العدم ، البياض موت في أفقها.


بالأمس، وقعت عينها على شذرات من تدوينة " الأدراج السرية لمريم التونسية" معلقة كأشلاء على أحد الجدران الفايسبوكية، آلمها أن تبتث أوجاعها من سياقها لتزين حائطا غريبا  عنها و لتنال من التعاليق و التساؤلات ما يشوهها.
ليست "درويش"  و لا "غادة السمان" و لا "أحلام مستغانمي" ، لا تدعي أنها تبدع لتقتبس كلماتها، إنها محض أوجاع كتبتها امرأة تقتلها الوحدة و يجتاحها الخوف.  
جميع "تفاهاتها" جروح مفتوحة، مقتحنة ، لو وجدتم فيها ما يشبه أوجاعكم فأكتبوا رجاء " من مواجع مريم التونسية" و زينوا بها ما شئتم.

ملاحظة: لاتعذلوها، فإن اللوم يؤذيها...

نصوص ما بعد السكتة العشقية 

تصديرات محتملة:
"ما من جرح يلغى الآخر
و ما من حب يشطب ما سبقه
وحدنا نتكسر و النصال تزدهر"
غادة السمان
_
القلب العاري عاشقا_

"وعذلت أهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف لا يموت من لا يعشق"

دقُ قلبي
تسارع كأني أهرول منذ ألف سنة ضوئية.
يخفق كالمجنون ، يدور  يدور بلا توقف كأجنحة معطوبة لمروحية. 
بات يستيقظ ليلا متعرقا يهذي محموما:
ـ لم أعد نقيا...
لم أعد فتيا...
لم أعد...
ويتوقف عن النبض لحظات...
داهمته سكتة عشقية 

وأسمعه فجأة يهمس: 
- إذا كان في العمر بقية،ارسميني بأسلاك شائكة كهربائية كي لا يلمسني أحد و اكتبي بالأحمر القاني على بابي:
ممنوع عن 
العشق
فأسأله:
- أي بلاء حل بك؟؟
ما الذي جفف أغصانك الطرية؟
فيسكت مطولا ثم يقول:
- بذرتني أحلامي براعم في أرض الحب المخملية فغمرني طميها و سقتني  لشهور دموع العشاق المنسية.
حول مر ورحمها القاسي ينغلق رويدا،رويدا علي.
سجين الذكرى،أبات على الأمل و أصحو على لطم أيادي القدر الحديدية.

المتابعون