السبت، 20 نوفمبر 2010

خبر عاجل :مريم التونسية تفتح مدونتها الاولى إستجابة لنداء فايسبوكي "حل بلوووووغ"


مريم التونسية (لمن لا يعرف) واحدة منكم ، تختفي  وراء مفاتيح الجهاز المضيء في عتمة غرفة الجلوس، تغافل زوجا نائما لتنطلق في عالم الانترنت العجيب،تتفرج و تضحك و تغني و تنادي و تبكي و تحب وتكره و تشجب و تندد و تنتقد و تهاجم و تعلق و تنضم و تصوت و تناشد وتعارض و تأسف و تفرح و تحزن و تكرس كينونتها التافهة كمواطنة في بلد من العالم الثالث ، تلجم فيه الأفواه و تكسر فيه الأصابع النحيلة و الأقلام وتغلق فيه العيون عن كل الألوان سوى البنفسجي البشع .

 مريم التونسية كائن لا يحتمل خوفه ، نعم  إنها رغم كل تبجحاتها و كبريائها و أنفتها ظل خائف من العتمة .
مريم التونسية قررت أن تفاهاتها لربما وجدت عيونا صاغية و أن خوفها لا يجب يبقى طي الكتمان..

مقتطفات من أوراق مريم التونسية المخبأة في حرص في كراس قديم مصفر:
"...أخاف أن انهض يوما لأجدني مبتلعة في جرعة كولا وقضمة همبرغر، أخاف أن يلفّني الغياب على أنغام الراب و الهيب الهوب و برودة الموسيقى الالكترونية، أخاف أن أظل الكائن المدهوس بالكعوب الخشنة في ضوضاء العنف والتسلط ، المسحوق تحت نير التظليل والاستخفاف بلا ذنب اقترفه سوى التطلع ـ قليلاـ إلى فوق ككل الرؤوس في هذا العالم الفسيح، أخاف أن اقذف من رحم الذل  إلى الوجود كائنات صغيرة مني ، قد تُحصد قبل إثمارها ، قد يعذبها التمزق و الفجيعة لمرأى بني دمها يتقاتلون ويقتلون فلا تجد من بدّ سوى الولوج بلا نهاية في دوامة القتل والاقتتال ، قد تفنى ضمن قوم يلصقون بهم أبشع التهم ويخترعون من اجلهم مصطلحات الكره ومشتقات الإرهاب، ويبنون من اجلهم أعتى السجون والمعسكرات ويربون لهم أكفء السجانين و... السجانات. 
  أنا كائن لا يحتمل خوفه و جزعه وفزعه و وجله وارتعابه...                                                                                                               آه! ابحثي معي أيتها اللغة المجيدة في صفحات الضاد عن كل المرادفات و المسميات لهذا الشعور الغامر الذي يمحقني ،أنا الدامعة لما لا تراه العيون، أحارب في ذات الآن الخوف و الملل وزحف الذكريات..."









هناك تعليقان (2):

المتابعون