مريم التونسية (لمن لا يعرف) واحدة منكم ، تختفي وراء مفاتيح الجهاز المضيء في عتمة غرفة الجلوس، تغافل زوجا نائما لتنطلق في عالم الانترنت العجيب،تتفرج و تضحك و تغني و تنادي و تبكي و تحب وتكره و تشجب و تندد و تنتقد و تهاجم و تعلق و تنضم و تصوت و تناشد وتعارض و تأسف و تفرح و تحزن و تكرس كينونتها التافهة كمواطنة في بلد من العالم الثالث ، تلجم فيه الأفواه و تكسر فيه الأصابع النحيلة و الأقلام وتغلق فيه العيون عن كل الألوان سوى البنفسجي البشع .
مريم التونسية كائن لا يحتمل خوفه ، نعم إنها رغم كل تبجحاتها و كبريائها و أنفتها ظل خائف من العتمة .
مريم التونسية قررت أن تفاهاتها لربما وجدت عيونا صاغية و أن خوفها لا يجب يبقى طي الكتمان..
مقتطفات من أوراق مريم التونسية المخبأة في حرص في كراس قديم مصفر:
أنا كائن لا يحتمل خوفه و جزعه وفزعه و وجله وارتعابه... آه! ابحثي معي أيتها اللغة المجيدة في صفحات الضاد عن كل المرادفات و المسميات لهذا الشعور الغامر الذي يمحقني ،أنا الدامعة لما لا تراه العيون، أحارب في ذات الآن الخوف و الملل وزحف الذكريات..."
bonne continuation? une belle plume
ردحذفشكرالك
ردحذفكلماتك أججت "الجذوة" فيها،فلا تحرمها من نسماتك .